أم حرام بنت ملحان
(شهيدة البحر)
هي أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية من بني النجار أخت أم سليم وخالة أنس بن مالك. كانت تحت عبادة بن الصامت سيد الخررج وأحد النقباء الاثني عشر الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت الإسلام وما تركت غزوة إلا وخرجت مع الجنود تسقي الظمأى وتداوي الجرحى.
وكان بيتها من أحسن البيوت وأحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذات يوم أخذته سنة من النوم، ثم قام وهو يضحك فسألته فقال: (أناس من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة). فقالت: (يا رسول الله ادع الله أن أكون منهم) فقال: (أنت مع الأولين) انظر الحديث بطوله .
فلما كان زمن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- سنة اثنين وأربعين من الهجرة ركبت أم حرام بنت ملحان البحر وركب معها زوجها عبادة بن الصامت.. فلما قدمت إليها البغلة حين خرجت من البحر وقعت أم حرام فاندق عنقها.. وماتت ونالت الشهادة ودفنت في قبرص. رضي الله عنها وأرضاها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشفاء بنت عبد ال
له
(المعلمة الأولى)
الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية العدوية، أسلمت قبل الهجرة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، ولما هاجرت إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقطعها النبي دارا عند الدكاكين بالمدينة فنزلتها مع ابنها سليمان وكانت تكتب بالعربية في الوقت الذي كانت الكتابة في العرب قليلة.
فكانت تعرض على رسول الله ما كانت ترقي به الناس في الجاهلية. فكان يسمع منها صلى الله عليه وسلم.
ودخل رسول الله على أم المؤمنين حفصة بنت عمر فوجد الشفاء بنت عبد الله عندها فقال لها: علمي حفصة رقية النملة كما علمتيها الكتابة.
كانت تعلم الناس الكتابة والقراءة مبتغية بذلك الأجر والثواب من الله، فكانت حفصة من بين من علمت من النساء. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور أم سليمان ويقيل عندها فلقد سألت رسول الله فقالت- ما أفضل الأعمال يا نبي الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور).
وكان عمر بن الخطاب يقدمها بالرأي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السميراء بنت ق
يس
(الصابرة المجاهدة)
السميراء بنت قيس، أسلمت فشمخت بإسلامها، وشمخ بها الإسلام فإذا هي نموذج فريد متحرك لما تنبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة. وحين نفر المسلمون إلى أحد، وسارعت السميراء تحرض ولديها، النعمان بن عبد عمرو، وسليم بن الحارث، للنفرة مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ثم تمضي من خلف الركب النبوي، مع نفر من نساء المسلمين تستطلع أخبار القتال.
واحتدم القتال، والسميراء ورهطها يراقبن عن بعد مجرى المعركة، حتى إذا لاح لها فارس يقترب، نهضت إليه تستوقفه، وتسأله عن أخبار المعركة، فعرفها الفارس فنعى إليها ولديها النعمان وسليم، فما زادت أن قالت: (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وعادت إلى الرجل تقول: يا أخا الإسلام، ما عنهما سألتك، أخبرني ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الرجل: خيراً إن شاء الله هو بحمد الله على خير ما تحبين. قالت: أرنيه انظر إليه. فأشار إليه، فقالت: وقد تهلل وجهها، ونسيت مصيبتها بولديها: كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله.
وما هي إلاسويعات، حتى جيء لها بولديها الشهيدين: فقبلتهما وحملتهما على ناقتها، ورجعت بهما إلى المدينة.
وفي الطريق، قابلتها عائشة أم المومنين- رضي الله عنها- فقالت : وراءك يا سميراء؟. قالت: أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بحمد الله بخير) وأما المسلمون فقد اتخذ الله منهم شهداء، وأما الكافرون فقرأت قوله تعالى: (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال) .
قالت عائشة- رضي الله عنها-: فمن هؤلاء الذين فوق الناقة يا سميراء؟ قالت: هما ولداي، النعمان وسليم، قد شرفني الله باستشهادهما، وإني لأرجو الله أن يلحقني بهما في الجنة.
رحم الله السميراء بنت قيس وأسكنها الله فسيح جناته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسماء بنت أبي بكر
(ذات النطاقين)
أسماء بنت أبي بكر والدة الصحابي الجليل عبد الله بن الزيير وأخت أم المؤمنين عائشة وكانت اسن منها ببضع عشرة سنة وهي آخر المهاجرات وفاة.
أمها قتيلة بنت عبد العزى العامرية. أسلمت رضي الله عنها بعد إسلام سبعة عشر صحابياً وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم. شهدت مقاومة المشركين واستبدادهم بالضعفاء، كانت تخرج أسماء بليل تحمل الزاد والماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها خلال الهجرة النبوية، ولقد شغلها الخوف وأربكتها العجلة عن البحث عن رباط تربط به قربة الماء وسفرة الزاد، فأخذت نطاقاً من ثيابها وربطت به السفرة والقربة، فلقبها الرسول صلى الله عليه وسلم ب (ذات النطاقين) كما في صحيح البخاري . ولأسماء رضي الله عنها مواقف عظيمة كثيرة مع زوجها، فقد صبرت على الفقر والكفاف معه محتسبة عند الله أجرها فلقد قالت: (تزوجت الزبير وما له من مال ولا مملوك ولا شيء، غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه، وأدق النوى لناضحته، وأعلفه وأستقي الماء، وأحزز غربه وأعجن وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رأسي، وهي على ثلثي فرسخ) صحيح مسلم 2182.
كانت رضي الله عنها مع ما هي عليه من العمل الصالح والصبر تتهم نفسها وتستقل علمها. فقد روى ابن سعد (8/251)بسنده عن مليحة: (كانت أسماء تصدع، فتضع يدها على رأسها، وتقول: بذنبي وما يغفره الله أكثر). وهي رضي الله عنها بهذا القول تضرب المثل لغيرها في إنكار الذات والاعتراف بالخطأ والرجوع عنه.
ومع ما كانت عليه- أسماء رضي الله عنها- من حال بسيطة فقد كانت كريمة سخية بما عندها. فقد روى ابن سعد (8/252) بسنده أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر قال: (كانت أسماء بنت أبي بكر سخية النفس) .
ومن شجاعتها عندما دخل عبد الله بن الزبيرعلى أمه يشكو إليها تفرق أنصاره قالت له: يا بني إن كنت على حق فامض لما تؤمن به. قال: أخاف إن قتلوني أن يمثلوا بى. قالت: إن الشاة لا تخاف سلخها بعد ذبحها ولما دنت منه لتودعه وتعانقه وقعت يدها على درعه فقالت: ما هذا يا عبد الله صنع من يريد ما تريد!! فنزع درعه وخرج للقتال فعندما قتل أمر الحجاج بجثته أن تصلب.
فجاءت أمه عجوز طويلة مكفوفة البصر تقاد وهي تقول: أما آن للركب أن ينزل؟.
ماتت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بعد مقتل ابنها عبد الله بعشرين يوماً وكان موتها سنة ثلاث وسبعين من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم